--------------------------------------------------------------------------------
إخواتي في الله ..
مساحة بسيطة .. نحاول أن نستشف معًا ماهية الرواية و القصة القصيرة ..
و سنبدأ بالقصة القصيرة لبساطتها بالنسبة للرواية ..
بإذن الله بعد طرح تعريفها و عناصرها و التي عبارة عن تجميع لبعض أراء النقاد و الأدباء .. نطرح بعض الدروس في القصة القصيرة ..
و أخيرًا نتبعها بأبجديات الرواية بنفس الطرح السابق في القصة القصيرة..
و لنبدأ
القصة القصيرة :
سرد قصصي قصير نسبيًا (قد يقل عن عشرة آلاف كلمة) يهدف إلى إحداث تأثير مفرد مهيمن ويمتلك عناصر الدراما.
وفي أغلب الأحوال تركز القصة القصيرة على شخصية واحدة في موقف واحد في لحظة واحدة.
وحتى إذا لم تتحقق هذه الشروط فلا بد أن تكون الوحدة هي المبدأ الموجه لها.
والكثير من القصص القصيرة يتكون من شخصية (أو مجموعة من الشخصيات) تقدم في مواجهة خلفية أو وضع، وتنغمس خلال الفعل الذهني أو الفيزيائي في موقف.
وهذا الصراع الدرامي أي اصطدام قوى متضادة ماثل في قلب الكثير من القصص القصيرة الممتازة. فالتوتر من العناصر البنائية للقصة القصيرة كما أن تكامل الانطباع من سمات تلقيها بالإضافة إلى أنها كثيرًا ما تعبر عن صوت منفرد لواحد من جماعة مغمورة.
بدايتها:
ويذهب بعض الباحثين إلى الزعم بأن القصة القصيرة قد وجدت طوال التاريخ بأشكال مختلفة؛ مثل قصص العهد القديم عن الملك داوود، وسيدنا يوسف وراعوث، وكانت الأحدوثة وقصص القدوة الأخلاقية في زعمهم هي أشكال العصر الوسيط للقصة القصيرة. ولكن الكثير من الباحثين يعتبرون أن المسألة أكبر من أشكال مختلفة للقصة القصيرة، فذلك الجنس الأدبي يفترض تحرر الفرد العادي من ربقة التبعيات القديمة وظهوره كذات فردية مستقلة تعي حرياتها الباطنة في الشعور والتفكير، ولها خصائصها المميزة لفرديتها على العكس من الأنماط النموذجية الجاهزة التي لعبت دور البطولة في السرد القصصي القديم.
القصة الحديثة :
ويعتبر ( إدجار ألن بو ) من رواد القصة القصيرة الحديثة في الغرب . وقد ازدهر هذا اللون من الأدب،في أرجاء العالم المختلفة، طوال قرن مضى على أيدي ( موباسان وزولا وتورجنيف وتشيخوف وهاردي وستيفنسن )، ومئات من فناني القصة القصيرة. وفي العالم العربي بلغت القصة القصيرة درجة عالية من النضج على أيدي يوسف إدريس في مصر، وزكريا تامر في سوريا ، ومحمد المر في دولة الإمارات.
عناصر القصة :
1- الفكرة والمغزى:
وهو الهدف الذي يحاول الكاتب عرضه في القصة، أو هو الدرس والعبرة التي يريدنا منا تعلُّمه ؛ لذلك يفضل قراءة القصة أكثر من مرة واستبعاد الأحكام المسبقة ، والتركيز على العلاقة بين الأشخاص والأحداث والأفكار المطروحة ، وربط كل ذلك بعنوان القصة وأسماء الشخوص وطبقاتهم الاجتماعية …
2- الحــدث:
وهو مجموعة الأفعال والوقائع مرتبة ترتيبا سببياً ،تدور حول موضوع عام، وتصور الشخصية وتكشف عن صراعها مع الشخصيات الأخرى … وتتحقق وحدة الحدث عندما يجيب الكاتب على أربعة أسئلة هي : كيف وأين ومتى ولماذا وقع الحدث ؟ . ويعرض الكاتب الحدث بوجهة نظر الراوي الذي يقدم لنا معلومات كلية أو جزئية ، فالراوي قد يكون كلي العلم ، أو محدودة ، وقد يكون بصيغة الأنا ( السردي ) . وقد لا يكون في القصة راوٍ ، وإنما يعتمد الحدث حينئذٍ على حوار الشخصيات والزمان والمكان وما ينتج عن ذلك من صراع يطور الحدث ويدفعه إلى الأمام .أو يعتمد على الحديث الداخلي …
3- العقدة أو الحبكة :
وهي مجموعة من الحوادث مرتبطة زمنيا ، ومعيار الحبكة الممتازة هو وحدتها ، ولفهم الحبكة يمكن للقارئ أن يسأل نفسه الأسئلة التالية : -
- ما الصراع الذي تدور حوله الحبكة ؟ أهو داخلي أم خارجي؟.
- ما أهم الحوادث التي تشكل الحبكة ؟ وهل الحوادث مرتبة على نسق تاريخي أم نفسي؟
- ما التغيرات الحاصلة بين بداية الحبكة ونهايتها ؟ وهل هي مقنعة أم مفتعلة؟
- هل الحبكة متماسكة .
- هل يمكن شرح الحبكة بالاعتماد على عناصرها من عرض وحدث صاعد وأزمة، وحدث نازل وخاتمة .
4- القصة والشخوص:
يختار الكاتب شخوصه من الحياة عادة ، ويحرص على عرضها واضحة في الأبعاد التالية :
أولا : البعد الجسمي : ويتمثل في صفات الجسم من طول وقصر وبدانة ونحافة وذكر أو أنثى وعيوبها ، وسنها .
ثانيا: البعد الاجتماعي: ويتمثل في انتماء الشخصية إلى طبقة اجتماعية وفي نوع العمل الذي يقوم به وثقافته ونشاطه وكل ظروفه المؤثرة في حياته ، ودينه وجنسيته وهواياته .
ثالثا :البعد النفسي : ويكون في الاستعداد والسلوك من رغبات وآمال وعزيمة وفكر ، ومزاج الشخصية من انفعال وهدوء وانطواء أو انبساط .
5- القصة والبيئة:
تعد البيئة الوسط الطبيعي الذي تجري ضمنه الأحداث وتتحرك فيه الشخوص ضمن بيئة مكانية وزمانية تمارس وجودها .
بناء القصة :
تروي القصة خبرا وليس كل خبر قصة ولكي يصبح الخبر كذلك لابد ان تتهيأ له الخصائص السابق الاشارة لها وفي مقدمتها ان يكون الاثر كليا وان تكون وسيلتنا الي ذلك ترابط تفاصيله وان يصور مانسميه بالحدث وهو يتكون من بداية ووسط ونهاية
وكاتب القصة يحاكي حدثا لا يشارك فيه ومن الخطأ ان يقرر رأيا او فكرة في سياق القصة الا اذا جاءت على لسان احد من شخصياتها ، وكان لها علاقة بتطور الحدث ، والتقرير من الاشياء التي تعيب النسيج القصصي عيبا شديدا والقصاص الماهر يترجم مايريد الي معادل موضوعي ، وبقدر مايبرع في ايجاد المعادل ، تكون فنية القصة وتميزها ، فالكاتب يصور الحدث ولا يشارك فيه ، ويدعنا نرى الاشياء من خلال شخصياته ، ومن ثم وجب ان تجيء اللغة اقرب ماتكون الي لغة الشخصية التي يتحدث الكاتب من خلالها الينا .
اللغة : قضية اللغة في القصة والمسرح تثير الكثير من النقاش المتجدد
ولكن للتبسيط والايجاز يمكن التوصل الي الخلاصة التالية :
بما ان اللغة العربية هي لغة الكتابة وجب علينا اذن ان نكتب القصة جميعها واوصافها وحوارها باللغة العربية ويجب على الكاتب ان يتوخى في كتابة حواره السهولة ماامكن ولا حرج عليه ان استعان ببعض الالفاظ او ببعض جمل صغيرة عامية اذا اضطرته الحاجة لذلك
انا اميل لهذا الرأي
وهناك من يميل للكتابة بالعامية
الحوار: يمكن ان يستخدم ومن الضروري جدا ان يكون قصيرا موجزا محكما بلا فضول ، بل وقد يلعب الحوار دورا رئيسيا كعنصر قصصي وهناك قصص تقوم في مجملها على الحوار
وقد تجيء على العكس فتخلو منه تماما ، دون ان يمس هذا في شي حقيقة الجنس الادبي ، او روعة القصة وتماسك بنائها .
لكني أرى أن استخدام الحوار كبناء كامل للقصة يفقد القصة حيويتها و الجو الغامض نوعًا ما ..
عرض القـــصّــة:
الحق ُّ أنّ عرض القصة له طرقٌ كثيرة يصعبُ تحديدها ,إذ أنّ حرية المؤلف في هذا الجنس
الأدبي لاتحدُّها القواعد كلّ التحديد . وعبقريته هي التي تعينه على الإفادة من الطريقة التي
يختارها ,أو على الانتفاع بكثيرٍ من الطرق ,يزاوج بينها في قصته .فقد يبدأ المؤلف قصته
من أوّ ل حوادثها, فيصفُ نشأة أبطاله , وميلاد َ علاقاتهم بعضهم ببعض, ويتبع في ذلك
منهجاً زمنياً في عرض الأحداث . وقد تبدأ القصة ُ بنهايتها, وكثيراً مايقع ذلك في القصص
البوليسية. وللكاتب في طريقة عرض شخصياته أن يصوّرهم من خلال حركتهم ومواقفهم,
في حديثهم بعضهم مع بعض, في الحوار , أو في حديث كل منهم لنفسه .وللقاص ّ أن يتوسع
في الأحاديث النفسيّة لشخصياته, ليصوّر بها وعيهم الباطني.
الأشخاص في القــصــّة:
الأشخاص في القصة مدار المعاني الإنسانية, ومحور الأفكار والآراء العامّة , ولهذه المعاني
والأفكار المكانة الأولى في القصّة منذ انصرفت لدراسة الإنسان وقضاياه ,فلا مناص أن تحيا
الأفكار في الأشخاص وتحيا بها الأشخاص.
والكاتب يوجد أشخاصه ,مستوحياً في إيجادهم الواقع,مستعيناً بالتجارب التي عاناها هو أو
لحظها,وهو يعرفُ عنهم كل شيء ٍ , ولكنّهُ لايفضي بكل شيءٍ ..فلا يصح أن يذكر تفصيلات
الحياة اليومية إذا كانت لاتمُت بصلة إلى فكرة القصة ,ولاتدلّ على الحال النفسية لأشخاصه ,
أو على العادات والتقاليد ذات السلطة في المجتمع..
تكوين القصة :
1_ المقــــــدمــــــــــة: وفيها يهيأُ ذهن القاريء للمرحلة الآتية التي يُمهّد ُ لها بأحداثٍ تكون
المرحلة الثانية نتيجة لها.
2_ التــــعقيـــدأو العُقدة: وهي المرحلة الثانية التي تشتبك ُ فيها الأحداث وتتأزم ُ المواقف ُ
فتنطمس أمام القاريء معالم الحلّ ,ويصبح في حالة تحفُّز ٍ كامل لما يأتي بعد ذلك.
3_ الحـــــــــلُّ: وهو النهاية التي لاتأتي فجأةً ودَفعةً واحدةً , بل يمهّدُ لها بأمور توميء
ولاتوضّح ,وتشيرُ ولا تُفصحُ,لكي لايصلُ القاريء إلى الحلِّ مباشرةً , فيبرُدُ شوقهُ
وتفتُرُ عزيمتهُ ,لأنّهُ لم يعُد في حاجة ٍ إلى معرفةٍ جديدةٍ.
وهذه العناصر ُ الثلاثة إنما تأتي بعد العنصر الأساسي الذي لايمكن وجودها إلا
بوجوده,ذلكم هو...............(( الحدث )).